الأحد، 4 أبريل 2010

الظهار الحكم المنقرض

مرحبا أيها الزملاء ... tulip tulip



كلمنا نظرنا في القرآن و حللنا محتواه .. إزداد يقيننا أنه بشري جاء ليسد حاجات محمد و ربه الذي هو محمد أصلا ... فنظرة عقلية واحدة تجعلك تنفض يديك من وهم طالما غلف عقول تابعيه و حط من قدرهم ..

نطرح اليوم حكم الظهار ...

يقول القرآن (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) المجادلة .

حكم الظهار و هو أن يقول الرجل لزوجته أنت علي كظهر أمي وهو أن يشبه الرجل زوجته أو جزءاً منها بامرأة تحرم عليه على التأبيد، أو بجزء منها يحرم النظر إليه، كالظهر والبطن والفخذ. والظهار محرم، ولا يعتبر طلاقا، وصرح بعض الفقهاء بأنه من الكبائر لكونه منكرا من القول وزورا، لقول القرآن :

(الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا اللائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)

سبب النزول :

حديث أوس بن الصامت حين ظاهر من زوجته خولة بنت مالك بن ثعلبة فجاءت إلى محمد تشتكي فأنزل الله أول سورة المجادلة.


التحليل :

لقد عرفنا أن القرآن نزل على محمد ضمن ظروف معينة و بيئة معينة و تحكم في صوغ آياته و أحكامه عوامل عديدة مرتبطة إرتباطا و ثيقا في ذلك العصر حتى نراها جاءت ملبية لتلك المطالب لا غيرها و مجيبة لأسئلة ذلك العصر دون سواها و الناظر في ذلك الظهار هو تحريم الرجل على نفسه جسد المرأة أو جزء منه فلا يجامعه و لا يلمسه .. فإذا حرم الجسد كاملا إبتعد عنه و إذا حرم بعضه جاز له ممارسة الجنس في غيره دون الإقتراب منه ..

وعليه :

1- معاملة المرأة على أنها جسد لا غير فكل القضايا التي تثار حولها في القرآن هي قضايا جنسية بحتة ... من طلاق الى زنا الى ظهار الى حجاب .... فهي عبارة عن جسد يتمتع به الرجل لا أكثر و لا أقل .

2- تكاد كلمة أنت علي كظهر أمي قد انقرضت تقريبا و لا نسمع أحد يتكلم بها اليوم أو بمعناها فلقد جاء القرآن بحكم إلهي على أمر قد إقترب من الإنقراض و لم يعد له مكان اليوم .

كما نرى يهتم الله بقضايا تعد سخيفة و ينزل فيها أحكاما و كفارات و آيات كشكل ردود سريعة على مشاكل زوجية تحدث بشكل يومي لا تحتاج الى مشرع لينزل فيها حكما ربانيا من فوق سابع سماء فلا أدري ما مكانة هذا الحكم عند الله أو أهمية هذه القضية ... ماذا يعني لو قال الرجل لامرأته أنت علي كظهر أمي ثم صالحها بعد عشرة دقائق و تأسف منها ؟!!... فما أهمية هذا الحكم في الحياة البشرية و ما هي هذه القضية الشائكة التي يتنزل قرآن من أجلها ؟!! .. فهو إن دلنا على شيء يدلنا على سخافة هذه القضية .

- يعد هذا الحكم ساذجا و لا منطقي وخارج الخدمة بوجود هذه الآية :

( واللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )

لنرى كيف ذلك :

لا أظن أن يقول الرجل لأمرأته أنت علي كظهر أمي وهو في قمة سعادته ... بل يقول لها ذلك وهو في حالة غضب و في حالة شجار ... فتخرج منه هذه الكلمة بعد سوء تفاهم أو خلاف ... فلا يعقل أن يقول لها مازحا أنت علي كظهر أمي ... لأن المسألة فيها تعقيد الأيمان و النية القلبية ( إلا إذا كان الأمر ينعقد على ذلك و أن الله ينتظر البشر على النقرة ) فالظهار لحكمه الكبير و ما يترتب عليه من أحكام يجعل التلفظ به شيئا ثقيلا و يحسب له المرء ألف حساب ... لذلك تطور المسلمون فكريا في داخل المنظومة القرآنية وابتعدوا عن الظهار لما له من أحكام ثقيلة ...و لا سيما أن هناك آية أخرى تعطيهم ما يريدونه بالضبط دون أن يترتب عليهم شيء .. لا بل يحق لهم الزيادة في ذلك و هو الضرب .... فمن الغباء أن يتلفظ المسلم بكلمة الظهار بينما يمكنه نيل ما يريد فقط من خلال عدم تلفظه ب 13 حرفا و هي مجموع كلمة ( أنت علي كظهر أمي ) ... فلا يتلفظ بها المسلم و يمارس هجر جسد زوجته لا بل ضربها دون أن يترتب عليه أي كفارة أو أي إثم لا بل هو يؤجر لأنه يحكم شرع الله في معاملته للزوجة .

يقول القرآن :

- ( واللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )

توفر هذه الآية كل ما يحلم به المسلم عندما يكره من زوجته شيئا .. فهو يقوم ببهدلتها لغويا ... ثم هجرها جسديا ... ثم ضربها ... من دون أن يتكلف أي كفارة أو كبيرة أو إثم ... مما يجعل من حكم الظهار حكم ساذج و فارغ المحتوى ... حيث أنه أولا وأخيرا معنيٌّ بهجر المرأة فعليا.. و عدم ممارسة الجنس معها .. فهذا هو محور الظهار..

إذن قول القرآن ( واهجروهن في المضاجع ) هو ذاته ( أنت علي كظهر أمي ) لكن باختلاف الكلمات و الحروف... فلا تعتبر المرأة طالقا في الحالتين ... و في المحصلة الابتعاد عن جسد المرأة في الحالتين .. فالفرق هو بضعة حروف لا أكثر بينما المضمون واحد .... وبذلك نرى أن حكم الظهار هو حكم عبثي آني قاصر الرؤيا و يتم الالتفاف عليه بمباركة آية أخرى لا تكلف شيئا و تعطي نفس المأمول و المرجو منه بل أكثر .

إن الناظر في حكم الظهار ليرى تشبث الله في الكلام لا المضمون وفي الألفاظ لا المقاصد وهذه سمة أمة الكلام كيف لا .. و لم يبرع العرب الكرام سوى بالكلام .. فمعجزتهم كلام في كلام و سجع ممجوج و لحن ممزوج .. تنطرب له الأذنين فقط .. فلا نرى لحكم الظهار أي فائدة إجتماعية مرجوة سوى أنه ينهى الرجل عن تحريم جسد المرأة عن نفسه و يبوخه لأنه ابتعد عن معاشرة زوجته بطريقة التحريم ... فالمسألة ليست مسألة حق إمرأة أو حفظ لحياة زوجية حيث أن كل هذا الهجر توفره آية أخرى مع ميزات إضافية .. ولكن المسألة نفسية متعلقة بالغرور الذاتي الإلهي و هو أن اللله هو من يحلل و يحرم فقط و لا يجوز لغيره التحليل و التحريم .. لذلك كانت الكفارة للظهار و النهي عنه ليس لسواد عيون المرأة و لا من أجل حقوقها بل من أجل ذات الله المتكبرة و أنانيته المفرطة ... فلك يا مسلم أن تضرب و تهجر و تفعل ما تريد بالانثى ... لا بل تلعنها الملائكة إن عصت ... لكن لا تحرم شيئا .. بل الله هو من يحرم و يحلل ... فحكم الظهار فارغ المعنى و المضمون ... و منتهي الصلاحية ... لا بل خارج الخدمة .. .

فلو أثرنا السؤال التالي :

ماذا لو قالت امرأة لزوجها أنت علي كظهر أبي ... هل ينطبق عليها الحكم ؟

الجواب طبعا لا لأن الآية موجهة للذكور و من غيرهم يوجه له الخطاب في القرآن ؟ فلا تملك أصلا المرأة رأيا في مسألة الجماع فالملائكة جاهزة للعنها إذا ما رفضت نداء زوجها للجماع ... فهو له حق القوامة .. و هو الولي الشرعي لها ... فالمرأة خارج حسابات هذه الآية ....

إذن :

حكم الظهار.. لا يحل مشكلة إجتماعية أبدا ... و يمكن الالتفاف عليه .

الظهار حكم شبه منقرض بوجود آية أخرى تلبي متطلبات الزوج في الهجر ...

الظهار حكم يدل على قصور الرؤيا الإلهية في المشاكل الزوجية و كيفية حلها جذرية و هي تتمثل بنقطة واحدة أن تشعر المرأة أنها إنسانة و ليست فرج للجماع فقط .

الظهار يؤكد على أنه شرع لسد العقدة النفسية الألهية فقط لا غير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق