الجمعة، 30 أبريل 2010

الله المهندس الفاشل ...!!


موضوع يتحدث بلغة الأدلة العلمية عن أعظم هفوات الله في الخلق...لكل جواد كبوة ياجماعة..كلنا بنغلط

لن يتم انهاء الموضوع برد واحد..



العــــــين
____________

عيون لافائدة لها!




هنالك مئات الانواع من الحيوانات يعيشون في أماكن مظلمة في كهوف عميقة لايحتاجون أبدا لوجود عيون. هذه الانواع تشمل العديد من الاسماك (كthe Mexican blind cave tetra ) الى الحشرات والعناكب والسلمندر. مع ذلك هذه الكائنات لديها عيون. هذه العيون صغير,لاتحتوي على أي المكونات الأساسية للعين الصالحة..لذا هذه العيون لن تعمل حتى لوتوفر ضوء للرؤية.

ماالهدف من خلق عيون ليس لها وظيفة في مكان لايدخله الضوء في الاصل؟!

لله حكمته..



الشبكية عند الفقاريات:

الشبكية في العين هي كالفلم في الكاميرا...الكاميرا مصممة بطريقة أن الفلم يأتي بعد العدسة ثم الأسلاك تأتي بعد الفلم..هكذا تسقط الصورة بوضوح على الفلم بدون أي تشويش..

العين المحروسة..تقع الشبكية في أخر العين ..الشبكية تحوي على خلايا ضوئية تحس الضوء..لكن هذه الخلايا موجودة في اخر العين عكس كل التوقعات المنطقية..أمام الخلايا الحسية يوجد خلايا أخرى وأغشية وسوائل (الاسلاك)..أي على الضوء أن يمر عبر هذه الاسلاك ليصل الى الخلايا الحسية في الاخير..وعندما يصل يكون قد تشتت وضعف..في الحقيقة العين البشرية ضعيفة جدا لدرجة قال عنها بعض العلماء أنه من المعجزة أننا نرى بهكذا عين سيئة التصميم.





الphotoreceptor في الصورة هم الخلايا الضوئية..لاحظ كيف تقع هذه الخلايا بعد جبل كامل من الخلايا أمامها...

اذا طلبت أي شركة من مهندس أن يصمم كاميرا..ووضع الاسلاك أمام الفلم سيطرد هذا المهندس على الفور...

أي رب هذا لايستطيع تصميم عين أفضل من مهندس بشري؟!

ربما ربهم....لكنه ليس ربي

________

الخلايا الضوئية ترسل اشاراتها عبر عصب خاص يخرج من العين الى الدماغ...لايوجد خلايا حسية في النقطة التي يخرج منها العصب..لذا لدينا نقطة عمياء لانستطيع الرؤية فيها..


هل ستشتري كاميرا تظهر على كل الصور التي تلقطها بقعة سوداء في وسطها؟؟...أنا أذكى من ذلك..

__________________

الأمر الغريب جدا جدا...أنه..جل جلاله..قام بخلق العيون صحيحة عند الاخطبوط..جعل الخلايا الحسية متجهة نحو الضوء وليس نحو الشبكية كما هو عند البشر..والاخطبوط لايملك بقعة عمياء..

((وخلقنا الانسان في أحسن تقويم)) ؟؟
________________


هيموغلوبن..

المركب الذي ينقل الاوكسجين عبر الدورة الدموية, هذا المركب لديه قدرة أكبر لنقل احادي اكسيد الكربون (الغاز السام الذي يسبب مقتل رجل خلال دقائق) أي انك لووضعت نفس كمية الاكسجين مع نصف كمية احادي اكسيد الكربون..لقام الهيموغلوبن بنقل احادي اكسيد الكربون أولا..لان جاذبيته لاحادي اكسيد الكربون أكبر منها للاوكسجين

_______________

الدورة الدموية عند جنين البشر

الجنين في بطن الام يتنفس عن طريق حبل السرة الموصول مع الام لان رئتيه لاتكون قد اكتمل نموها بعد..من خلال عميلة النقل هذه يختلط الدم النقي المحمل بالاكسجين مع الدم الملوث..ولايصل للجنين الا كمية ضئيلة من الاكسجين...عند الانسان البالغ يكتمل نمو القلب والرئتين وينفصل الدم الملوث عن الدم النقي

ثانيا..حتى تصبح هذه الدورة الدموية عند الجنينة ممكنة..يوجد فتحة تصل حجرات القلب مع بعضها..هذه الفتحة تغلق عند الولادة حتى تتم عملية التنفس الطبيعية..في كثير من الاحيان تحصل تعسيرات ولاتغلق الفتحة وتؤدي غالبا الى موت الجنين المباشر..


هل كان ممكن تصميم أفضل من ذلك؟

بكل تأكيد..

لو كان حبل السرة يدخل الجنين من عند الصدر وليس من عند البطن..لكنت الشرايين الحاملة للدم النقي قد اتصلت مباشرة بشرايين الجنين الرئوية..والاوردة مع الاوردة الرئوية ولكن اختلاط الدم غير ممكن..ولايكون لدينا عوز للفتحة في القلب..

كيف غفل عنها أبو عيسى؟!





_________________





أضراس العقل...


لماذا هذا الألم الشديد عند ظهور أضراس العقل...أغلب البشر يتخلصون من هذه الاضراس عند ظهورها لأنها تبدو بدون فائدة...السبب أنها مؤلمة أن الفك السفلي صغير جدا لايتسع لعدد الاسنان الكاملة..لذا عندما تظهر أضراس العقل فأنها تدقع الاسنان الاخرى من مكانها مسببة ألام شديدة..التفسير؟

جوابين..

الأول...لله في خلقه شؤون

الثاني..مقنع أكثر قليلا..عندما تطور البشر..أجدادنا كانوا يعتمدون على اللحوم بشكل أكبر..وبشكل خاص اللحوم النيئة..هذه الاضراس كان لها وظائف ضرورية في قطع اللحوم النيئة..مع الزمن تغيرت حميتنا وطعامنا..ولم نعد نحتاجها..لكنها لاتختفي فجأة..بقيت معنا..كشاهد على أننا من الطبيعة وإليها..

______________

الزائدة...

تلتهب وتسبب التهاب للاعضاء حولها...حتى الان لم يتمكن العلم من اكتشاف فائدة معينة لها..

_____________

الحوض عند البشر صغير جدا..وهذا مايجعل الولادة أمرا عسيرا..جميع الحيوانات تلد بدون صعوبة..عظام الحوض صغيرة غير قادرة على حمل الجسم مدة طويلة من الزمن دون الراجة ..التفسير؟

عبر تاريخنا التطوري..كان المشي على قدمين طريق تميزنا عن باقي الكائنات..في الواقع..المشي على طرفين اثنين كان مفيد جدا حيث ان التطور والطبيعة فضلاه على الام الولادة لان لكل شيء ثمن..نحن ندفع ثمن مشينا على قدمين كل يوم..لو كنا نمشي على 4..لكن حوضنا أكبر..والمشي أسهل والولادة أسهل..

طبعا المشي على قدمين اثنتين حرر اليدين..وعندما تحررت اليدين صنعنا الادوات..من الادوات رسمنا ونحتنا..اخترعنا اللغة...كنا الافضل والاذكى..

_______________


الحنجرة مكانها عال جدا..حيث الاكل والتنفس عمليتان من المستحيل ان يحصلان بنفس الوقت...عندما نأكل فأننا نعرض أنفسنا للاختنلاق والموت كل مرة..في الواقع الاف الاشخاص يموتون سنويا من عملية الغصة فقط..

أكان من الصعب على مهندس كامل تصميم جسم انساني لايعترض فيه عمليتا الاكل والتنفس؟

_____________



جميع هذه الأخطاء يمكن شرحها عن طريق التطور..نظرية التطور تتوقع وجود أخطاء لانها فقط تعمل على ماهو موجود وتحاول صنع الأفضل منه..أما أن تقولوا لي هذا هو "أفضل تقويم"..فهذا أمر يصعب علي تقبله..

_____________


عظام الاجنحة عند الخفاش

....الخفافيش تشترك مع جميع الحيوانات البرية بأن لها نفس تشكيلة العظام..من فأر الى فيل..جميع هذه الحيوانات,والخفاش, يملكون نفس بنية الهيكل العظمي..






لو تلاحظو هنا أن الهيكل العظمي للخفاش يماثل الهيكل العظمي لجميع الحيوانات البرية أكثر مما يماثل الهيكل العظمي للطيور..

الهيكل العظمي للطيور هو هيكل مجوف..يقلل وزن الجسم ويساعد على الطيران





لم يعطي المصممم الخالق للخفافيش نفس تركيبة العظام عند الطيور, التركيبة المجوفة الخفيفة التي تساعد على الطيران؟

يجب أن يكون الخفاش تطور من حيوانات برية وليس أصله طير..
_________________




حوض الحيتان..



مدفونة داخل جسم الحوت, هنالك عظام حوض وبقايا أطراف ليس لها أي دور في السباحة أو في حياة الحوت..




لماذا هي موجودة؟ لم هي بقايا عظام حوض وأطرف..لم ليست كاملة..


التطور: الحوت تتطور من حيوانات برية تمشي على 4 ودخل الماء..
.

_________

حيتان بدون خياشم/غلاصم (gills)





الحيتان والدلافين تتنفس عن طريق الرئتين وليس عن طريق الغلاصم كم يتنفس السمك. مع أن الحيتان والدلافين يعيشون تحت الماء اغلب اوقاتهم, فأن عليهم أن يصعدوا الى السطح بين حين واخر للتنفس..طبعا الحيتان لن تغرق في الماء,لكن اذا لم تصعد في الوقت المناسب فهذا ممكن أن يؤدي الى الاختناق.


هذه مشكلة تتجلى عند حديثي الولادة من الحيتان. لحظة خروج الحوت الصغير من أحشاء أمه,فأن عليه مهمة الصعود الى السطح باسرع وقت ممكن ليأخذ نفسه الأول من الهواء. وجد عدد كبير من الحيتان الصغيرة ميتة نتيجة الاختناق وعدم تمكنهم من الصعود الى السطح.


لماذا لايوجد غلاصم؟ لاأعتقد أنها كانت مهمة صعبة على مصمم كامل أن يجمع الاثنين,الغلاصم والرئتين, لماذا توجد الرئتين في الاصل عند حيوان مائي؟






وفوق هذا, تعاني الحيتان والدلافين من خطر الموت عن طريق ظاهرة (decompression sickness ) الظاهرة التي تنتج عند الانتقال من منطقة عالية الضغط لمنطقة منخفضة الضغط بسرعة. تؤدي الى الموت المؤلم...

يعاني من هذه الظاهرة الغواصين, فإذا صعد الغواص من قاع البحر الى السطح بسرعة كبيرة, تتكون فقاعات نايتروجين داخل الرئتين لأن الغاز يكون تحت ضغط كبير داخل الماء , أما على السطح فالضغط أقل بكثير, وإن أي صعود مفاجئ سيؤدي الى تشكل هذه الفقاعات وحبس الاكسجين عن الدم..توقف الاكسجين لمدة ثواني قد يؤدي الى عطب دماغي كبير وتوقف القلب..من ثم الموت..

الحيتان تعاني من هذه المشكلة كونها تتنفس عن طريق الرئتين..أي أن على الحوت الصعود تدريجيا نحو السطح حتى لاتتشكل فقاعات الغاز داخل الرئتين..وبنفس الوقت عليه أن يتنفس من السطح...التاخير عن الصعود يؤدي الى الاختناق!

شيء غريب لمخلوق خلق من خالق كامل وذكي أن يعاني من.

______________

مقارنة بين الرئة عند الطيور والرئة عند الثديات..




أثناء عملية التنفس عند الثديات,يختلط الهواء النقي بالهواء المستعمل..ليست عملية اقتصادية ولامريحة بايولوجيا..أهناك بديل أفضل؟

نعم, الرئة عند الطيور تنجز عملية التنفس أفضل ب10 مرات عن رئة الثديات..لأن الهواء الجديد والمستعمل لايختلطان




يوجد العديد من الجيوب الهوائية عند الطيور التي تحجز الهواء المستعمل بينما يدخل الهواء النقي للدم..وهكذا لايتم الاختلاط بعكس الرئة عند الثديات حيث الهواء النقي والمستعمل يمتزجان

اذا الانسان لم يخلق باحسن تقويم عن باقي الحيوانات وليس هو مميز عنهم..كثير من الحيوانات تفوق على البشر في العديد من التفاصيل..

وبما أن الخفاش من الثديات, فلحقته اللعنة أيضا..عملية تنفسه كباقي الثديات أسوا ب10 مرات من عملية تنفس أي طائر اخر...

حلم حياة الخفاش أن تكون لديه رئة كرئة الطيور..

لاحول ولاقوة الا بالله..
.

_________________

بـــــشر مع ذيول..!

( أجدادنا كانو رئيسيات شبيهن بالقرود..سواء أنك أحبب هذه الفكرة أم لا..قبلتها أم لا..يشكل قبولها أو رفضها من قبلك أي تأثير على الحياة ولاتغير من الحقيقة أنها حصلت..)

















الجينات التي تظهر ذيل عند القرود موجودة عندنا...لماذا؟

لماذا ال (البني ادم) يمتلك جينات تمكنه من انبات ذنب في اخر ظهره؟

ان كان الله خلق ادم..وادم ,على الاغلب, لم يمتلك ذنب, وهو أبو جميع البشر...اذن من أين أتت هذه الجينات؟

الا أن الله أحب أن يمازح أدم, ووضع له جينات الذنب داخل جسمه, ليمتلكها بعض أحفاده...فكاهي أبونا.



__________

الشعر





نعم قولوا لي أن الانسان انسان وليس قرد!

________

ممارسة الجنس..




قرود الBonobos ليس فقط يمارسون الجنس كما يمارسه البشر. بل يقبلون قبل "فرنسية" ايضا. حتى أنهم يمارسون الجنس الشفهي (استخدام الفم واللسان لاثارة الاعضاء الجنسية)...في الحقيقة اغلب وضعيات الجنس البشرية مأخوذة من القرود.








الاثنين، 19 أبريل 2010

هلوسات خلف كرسي الزعيم !!

مرحبا أيها الزملاء Rose



الكرسي هو الأمر الذي يسعى له الدين الاسلامي و هو الامر الوحيد الذي أسس عليه هذا الدين فكل نصوصه النبوية و القرآنية تصر على امتلاك الحكم و السيطرة على الدولة و الافراد {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون - الكافرون - الظالمون } ‎لذلك نرى سعي الاخوان المسلمون و السلفيون و غيرهم من المسلمين لإقامة دولة اسلامية على منهج الله و النبوة كما يقولون ظانين بذلك أن ذلك في خدمة الدين ... لكن الحقيقة هو أن الدين تمت كتابته و صياغة أركانه من أجل الحكم و السلطة و ليس العكس فالدين هو من يخدم الحاكم لا الحاكم هو من يخدم الدين .

إن الناظر في نصوص الدين الاسلامي يرى تبجيل القادة و عدم الخروج على رأي الحاكم حتى لدرجة أنه إذا خرج ثلاثة من الاشخاص فوجب عليهم أن يؤمروا شخصا عليهم من بينهم يأمر و ينهى و يسمح و يمنع ... فلا نجد للتشاركية أو التعاونية مكانا في هذا الدين حيث لا تسمع الإ كلمات الرعاة مع مواشيهم في الجبال مثل راع و رعية ... حاكم و محكومين ... خليفة و عامة ... فتلك هي قبضة الرجل الواحد الحديدية الذي يرى انه الدولة و الدولة هو ... وهذا ما يفسر التاريخ الدموي الاسلامي على الحكم و لا أبلغ مما حدث مع ذلك الخليفة المسلم الذي لم يكمل يومه الأول في الحكم حتى انتهى الى عالم العدم حيث ارسله الراعي الجديد بعيدا عن خرافه وهو الخليفة العباسي المرتضى باللهابن المعتز ) حيث قتله راعي الإبل المقتدر بالله وكان ذلك عام 296هـ (909م) . فأي دين يتصارع رجالاته و قادته على الحكم بينما هو كسيح يشغل العوام بأمور نواقض الوضوء و فقه الفروج و الجزء السفلي للإنسان و يغض الطرف عن قضايا الوطن و الأمة الاساسية !!

أيها السادة الأفاضل... يتصارع المسلمون اليوم مع الكرة الأرضية جمعاء مع كل من خالفهم و يثيرون البلابل و القلاقل و الفتن و يتباكون على حقوق العبادة و يلطمون خدودهم و يشقون ثيابهم و ذلك إذا تعاملت الحكومات الأخرى ( الكافرة ) أو كما يحبون تسميتها ب ( الطاغوتفلا انتخابات و لا تداول للسلطة .. بكل بساطة تلك الدول التي يحاربونها اليوم بحجة عدم شرعيتها و عدم انصافها ... ستكون أرحم بملايين المرات من دولتهم التي ستقيم احتفالات دورية لقطع الرؤوس في الميادين العامة ... و مهرجانات جلد للنساء و الرجال بحجة مخالفة دين الدولة و تعدّيها على أخلاق العوام الفضيلة !!

أعزّتي .... إن أصحاب الدين و كهنوته بأمر من أربابهم البشر يلمعون صورتهم على أنهم حماة الدين و الله من الإنسان الضعيف الذي لا يجد لقمة يأكلها و كأن الله بحاجة الى حماية ! فهذه لعبتهم الشيطانية و هي حماية الحاكم و دولته من خلال شمّاعة وفزّاعة تدعى حماية الله و الدين , و في نفس الوقت يتم تحميل الشعب و المؤمنين العوام مسؤولية الواقع و ما يجري من أحداث مؤلمة و عذابات على أنهم هم المسؤولون عن كل ما يحدث لهم و الخلاص يكون بيدهم هم.. وبذلك يخرج الحاكم و زمرته من عنق الزجاجة و يبقى الشعب يعاني الهواجس و العذابات ظآننا أن ذنوبه هي السبب و أن شعر تلك الفتاة أو غمزة ذلك الشاب هي سبب الفقر و المرض و تفشي الجهل و ان شرب ذلك الزنديق لرشفات من الخمر في بيته مختليا بهمومه و أحزانه هي المسؤولة عن مقتل عشرات الأشخاص في حوادث متفرقة و مسؤولة عن اختلاسات أصحاب الفخامة التي تتم بمباركة أصحاب القداسة و دعواتهم الفاضلة .

أما من يعترض على اللعبة القذرة و يكشف أركانها فقد وضع نفسه موضع الشبهات و أصبح هو الشر المطلق و المقوض لأركان الدولة الاسلامية فألصقوا به تهمة الردة والخروج عن عقيدة الله وأركانها وقطعوا رأسه بذلك الحد الذي فرضته الضرورة عندهم... فبصنيعهم هذا قد سيطروا على الحاضر وأدخلوا العوام في سكنة مهدأة فسلم لهم حاضرهم وخفتت أصوات العوام بعدما تشربوا الطعم وأخذتهم هذه الحيلة كل مأخذ فخافوا أذا ما اعترضوا على حكم الحاكم أن يتفاجؤوا بواسطة زبانية العدالة أنهم قد اعترضوا على الله و على ركن من أركان دينه فيكون الحاكم بانتظارهم في الدنيا والثعبان الأقرع أو أبو جدايل بانتظارهم في الآخرة .

أعزّتي ...فندخل الى صفحات التراث الاسلامي و لنشاهد الأحاديث و النصوص عن قرب لعلنا نرى كيف تتم اللعبة بحذر و اتقان شديد .

- أحاديث الفتن والملاحم :

وهذا باب ثابت في كتب السنة على وجه العموم . ولأن البخاري يجبّ ما دونه من كتب السنة في مفهوم أهل السنة , فسوف نركز علي مروياته في هذا الصدد , والمشكلة الرئيسية التي يواجهها أي باحث هي تلك الحصانة الإطلاقية التي تسبغ الروايات لمجرد وردها في الصحيح والحصانة تعني الحكم المسبق بصحة الحديث من جهة إسناده إذ في صحيحي البخاري ومسلم الرواة عدول وضابطين فلا ينطبق عليهم وصف البشر فهم كلهم عدول فنرى مثلا أن ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري في صحيح البخاري أنه صرح باحتمال حصول المعصية الكبيرة من أعمال البدن والقلب في حق الصحابة ولكنه يعود ويقرر من موقع رجل الحديث , أن عدالة الصحابة لا تحتمل النقاش , بل ويذهب في ذلك مذهبا قصيا فيطبق القاعدة بشكل حرفي على أن من رأى الرسول ولم يصحبه مهما ورد عليه من مأخذ فهو عدل , فنجده وهو يتكلم عن مروان بن الحكم صاحب الأفاعيل في الفتنة وما بعدها فيقول (( إن صحت صحبته لم تضره المطاعن )) لا نريد أن ندخل في موضوع الصحابة فذلك تكلم عنه الكثير من الكتاب وأفردوا له كتابات ومقالات فأغنوا من يريد الحقيقة ويبحث عنها .

لندخل إلى كتاب الفتن الذي يبدأه البخاري بقوله تعالى (( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )) ولندخل بالذات إلى الباب الثاني وهو باب بالغ الأهمية من حيث غرضه التوجيهي الذي يسفر عن نفسه بدءا من العنوان . وهو يعد في نظرنا نموذجا مثاليا لعملية التنصيص السياسي بمعناها المتطور في عصر المنظرين , حيث يتم توظيف النصوص من خلال الترجمة الفقهية وتوجيهها لتثبيت غرض نظري بعينه , هو هنا تكريس الأمر الواقع بإيجاب الانصياع للسلطة إيجابا إلى فرضية النصوص .

العنوان هو : باب قول النبي (( سترون بعدي أمورا تنكرونها )) وقال عبد الله بن زيد قال النبي : (( اصبروا حتى تلقوني على الحوض ))

السطر الأول مقدمة تتضمن المشكلة : (( سترون بعدي ( أي من الحكام ) أمورا تنكرونها )) والسطر الثاني نتيجة تتضمن الحل (( اصبروا )) إلى يوم القيامة (( حتى تلقوني على الحوض )) هذا هو العنوان الذي يجب على القارئ أن يحمله قبل الدخول إلى عالم هذا الباب حيث يقرأ الأحاديث التالية من خلال العنوان وليدرك مقدما أن المقصود من الأحاديث هو الحض على الصبر على مفاسد الحكام فالنبي قد تنبأ بحدوث هذه المفاسد المنكرة ومع ذلك فهو ذاته الذي يدعو إلى الصبر عليها .!!

وعلينا أن نلاحظ الآن أن العنوان مركب من حديثين , بل من طرفين من أطراف الحديثين . فالشطر الأول هو المتن الوارد في الحديث الثاني من الباب , والشطر الثاني هو طرف من حديث أورده البخاري في كتاب المغازي وفيه أن النبي قال للأنصار : (( إنكم ستلقون بعدي أثرة , فاصبروا حتى تلقوني على الحوض )) فيستخدم البخاري هذا الحديث مجزئا في تركيب العنوان وليشكل مع الجزء السابق عليه ترجمة لحكم فقهي يجب أن تكون له صفة الاطلاقية والاستمرارية عبر العصور وهو مثال واضح على آليات الحذف والإضافة والتركيب والتلاعب بالأحاديث . ففي الحديث الأول من أحاديث الباب يورد البخاري النص التالي : (( إنكم سترون أثرة وأمورا تنكرونها , فقالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم )) . فالمعنى واضح تماما أن حق الحكام معجل في الدنيا , وحق المحكومين مؤجل للآخرة . وهو المعنى الذي سيتكرر بإلحاح في أربعة من الأحاديث الخمسة الباقية من الباب . ثم يأتي دور الشراح – وهذا ما يفعله مشايخ السلطة اليوم وخير مثال البدري الذي نادى على عدم الخروج على الحاكم ورفض حتى المظاهرات وغيره من المشايخ الذين يملئون العالم العربي- ليكرسوا في العقل المسلم مفهوم الانهزام والقهر المتواصلين حيال السلطة , فيجعلون من حق الحكام الذي ينبغي أن يؤدى إليهم هو (( بذل المال الواجب في الزكاة , والنفس في الخروج إلى الجهاد عند التعيين ونحو ذلك )) بينما يفسرون قوله ( وسلوا الله حقكم ) بأن (( يلهمهم إنصافكم أو يبدلكم خيرا منهم )) انظر شرح ابن حجر للحديث , فتح الباري –ج3 –ص 6 .

وهكذا ينحصر دور المحكومين في الدعاء فقط إما أن يلهم الله الحكام أن ينصفوهم , وإما بأن يبدلهم الله تعالى بقوته وجبروته , فهل يمكن لهذا المعنى أن يكون أصيلا في أي نظرية إصلاح ؟ هل يمكن لهذه السلبية ذات الطابع الخانع أن تكون هي هذا الإسلام الذي ينادون به ليل نهار ؟ وهل يمكن للاستبداد أن يجد مناخا أنسب من ذلك حتى يشتد ويقوى ؟

ونعود للسؤال الأول هل يمكن أن يكون هذا المعنى أصيلا في هذا الدين وأن يرد ابتداء من نص مفقود ؟ ولأن الجواب هو لا , فلا مفر من القول بأنه معنى لاحق أو مستحدث ولا صعوبة بعد ذلك في فهم الظروف الاستبدادية القمعية التي لازمت تاريخ المسلمين , وصبغته بلون الدم الأحمر , ولم تقنع حتى جعلت من مسلكية القهر لدى المحكومين حكما فقهيا ملزما تؤيده النصوص . وكما هو معلوم , فقد ظل النص السني حتى بدايات القرن الرابع الهجري نصا مفتوحا يمكن الإضافة إليه , أعني أن نظرية الإمامة ونظرية الخلافة لم تكتب مرة واحدة بل امتدت أربع قرون حتى تم صياغتها على هذا الشكل الذي بيننا .

وحين نمعن النظر في صيغة النص كما هي في المتن الوارد (( إنكم سترون أثرة وأمورا تنكرونها , , فقالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم )) , فلا بد من أن نلاحظ شيئا من سمات الفقه , فالسؤال محدد , والجواب مقسم , بينما المقدمة مبتورة . فعبارة (( سترون أثرة وأمورا تنكرونها )) لا تتضمن ذكر الحكام ولا أنهم أصحاب الأثرة وفاعلو المنكرات , و لا يمكن استنباط ذلك من العبارة في ذاتها مستقلة عن بقية ضرورية . فأما أن ثمة سياقا محذوفا , فهذا عيب في الرواية , وإما صياغة تجميعية لحكم فقهي تلبس ثياب نص لم تحسن إزالة بصمتها منه , وفي عبارة (( أدوا إليهم حقهم , وسلوا الله حقكم )) نبرة فقهية عالية !! . فهي تقابل بين (( الحقين )) مقابلة شكلية , أعني على مستوى البناء اللفظي كعادة التعبير الفقهي , كما أن العبارة لا تصلح أن تكون جوابا عن السؤال بصيغته الواردة في المتن فالسؤال هو : ما لعمل حيال الأثرة والأمور المنكرة ؟ وليس فيه أي إشارة للحكام لا من قريب و لا من بعيد حتى يتعلق بهم ضمير الغائب في (( إليهم )) ؟!! .

إن الإلحاح على هذا المعنى , معنى الصبر على الاستئثار بالحكم من قبل طائفة معينة في النص السني مما يلفت النظر حقا , وإذا كانت الفتن هائلة بكل دمائها المسفوكة متوقعة على هذا النحو التفصيلي ومكشوفة للنبي في صفحة الغيب , فهل يتصور بعد ذلك أن يسكن النص السني عن علاج حاسم لقضية السلطة سبب الفتن وموطن الفوضى ؟ هل يتصور ألا يتطرق النص السني في علاجها إلا الى نداء واحد موجه الى الطرف الأضعف في هذه العملية وهو المحكومين أن يصبروا , دون أن نقرأ في هذه النصوص نداء مماثلا إلى الحكام أن يمتنعوا عن الأثرة ذاتها ؟!!

لقد ظلت الحاجة قائمة على وجه الاستمرار لتأسيس التغلب والقهر , الأمر الذي لا سبيل لتحقيقه نظريا إلا بنص وقد أخرج الطبراني في نفس المعنى نصا عاما , يبدأ الصحابة فيه بالسؤال , وكأنهم أيضا كانوا يملكون صلاحية التنبؤ (( يا رسول الله إن كان علينا أمراء يأخذون بالحق الذي علينا ويمنعونا الحق الذي لهم ( لاحظ تكرار الصيغة الواردة في الحديث السابق ) أنقاتلهم ؟ قال : لا . عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم )) ولست أدري – سؤال موجه للأتباع الدين والعقل السلفي - مالذي يدعو الصحابة ابتداء السؤال إلى الإلحاح على هذا السؤال , الذي ينم عن الانشغال الكامل بقضية السلطة بعد النبي , الأمر الذي يتناقض مع حجم المعالجة الفعلية الذي لقيته هذه القضية من النص السني , أي قلق على المستقبل القريب والنبي بينهم ذلك الذي يدفعهم إلى السؤال ؟؟؟؟؟؟ مع العلم أن الصحابة في ذلك الوقت كانوا يتمنون بقاء النبي حيا بينهم !!!.

ولكن الملاحظة الجديرة بالتنبه في نص الطبراني , وهي هذا السؤال الذي سنراه يتكرر: أنقاتلهم ؟ فلماذا يتم اختزال المسألة كلها في القتال ؟ لقد كان السؤال يتكرر عن القتال ليتكرر الجواب بالنهي عن القتال , من حيث هو المسألة الأكثر إقلاقا لكرسي السلطة في كل زمان ومكان . لقد كان السيف هو الهاجس الدائم للحكام وكان كف اليد عن مقاومتهم والصبر عليهم هو الحل الدائم الصريح مهما اقترفوا من الظلم واجتر حوا من السيئات . والنص التالي يصرح بذلك في صيغة عجيبة ملفتة (( أتاني جبريل فقال : إن أمّتك مفتتنة من بعدك , فقلت من أين ؟ قال : من قبل أمرائهم وقرائهم , يمنع الأمراء الناس الحقوق فيطلبون حقوقهم فيفتنون , ويتبع القراء هؤلاء الأمراء فيفتنون . فقلت فكيف يسلم من سلم منهم ؟ قال : بالكف والصبر . إن أعطوا الذي لهم أخذوه , وإن منعوه تركوه )) وينسب هذا الحديث الى مرويات عمر , فهو في مسنده للإسماعيلي من طريق أبي مسلم الخولاني عن أبي عبيدة عن عمر . انظر فتح الباري .

كما هو واضح , فهذا تقنين صريح للظلم . يصادر على المجتمع حقه في اختيار حكامه , وحقه في تغيير المنكر , وحقه في مدافعة الفساد , وهي حقوق ثابتة للمجتمع و تتوافق مع العقل الصريح وليس من المتصور في حق النبي أن يخالفها أو أن يدعو ضدها !!.

لقد بذل الفقه السني جهدا واضحا للدفاع عن فكرة النظام وتقنينها , عن طريق التلويح الدائم بخطر (( الفتنة )) , وكأن الفتنة لا تأتي إلا بالافتئات على حق الحكام , متجاهلا أن حق المحكومين باعتبارهم الطرف الرئيسي الثاني في عملية الحكم لا يقل أهمية من حق الحكام في النظام !!.


فإن الناظر في مجتمعاتنا اليوم من الخنوع والصبر على الضيم إنما هو نتاج 1400 سنة من الظلم والقهر والكذب باسم الدين , فهذه هي تركة الشيوخ والفقهاء الذين دمروا الدين والدنيا معا ويأتي أحفادهم اليوم ليعيدوا الكرة مرة أخرى فهم لا يكلّون ولا يملّون المحاولة للوصول للكرسي مهما كلف الأمر فإذا وصلوا له لا يتركوه أبدا ونرى أمثالهم من الأخوان المسلمين والجماعات السلفية المتطرفة ونظام البشير الذي يضع قناع الإسلام ليخفي أنيابه . فهذا هو التحالف المقدس بين الحاكم والشيخ يجمعهما حب شيء واحد هو الكرسي .

Rose Rose


الأربعاء، 14 أبريل 2010

لماذا لا نؤمن بالخلق من العدم...!!!


لماذا لانؤمن بالخلق من العدم؟




مرحباً

قضية الخلق من العدم هي احدى اشهر واكثر المواضيع التي يطرحها المتكلمون وبقية


ادعياء الفلسفة، فهم يرون ان الاله او مهما كان اسمه خلق العالم من لاشيء !

نريد في هذا الموضوع ان نوضح بعض الحجج التي تبين السبب الذي يجعلنا لانؤمن بقضية


الخلق وقضية حدوث العالم بعد ان لم يكن شيئاً.

كل حادث زماني مسبوق بقوة ومادة

فكرة المتكلمين عن الخلق هي ان العالم لم يكن ثم كان ! وان الله خلق هذا العالم واخرجه الى


الوجود باعتبار انه على كل شيء قدير ...الخ. فالعالم بناءاً على كلامهم حادث زماني بمعنى


ان فكرة الخلق تتضمن ان يكون العالم حادث بالحدوث الزماني، فالعالم لم يكن موجوداً في


زمان ما ثم وجد بعدها.

الان دعونا نتصور ان كلام المتكلمين كان صحيحاً، دعونا نتصور ان العالم لم يكن.... ولم


يكن هناك اي شيء مهما كان... لا انسان ولا سماء ولا ارض ولا اي شيء سوى الاله


المزعوم وجوده. ومن ثم هذا الالهة قرر ان يخلق العالم في لحظة زمنية معينة بطريقة كن


فيكون العالم بعدها في غمضة عين او في ستة ايام او في ملايين السنين ! لايهمنا الفترة المهم


ان مادة العالم لم تكن موجودة ثم وجدت.

الان اطلب من القارئ التركيز جيداً

لما لم يكن هناك مادة او اي شيء قبل الخلق فان نسبة فعل الخلق الى كل اللحاظ الزمانية


تكون متساوية، معنى هذا الكلام هو انه لايوجد ميـّز يميز هذه اللحظة الزمانية حيث الخلق


عن التي تليها عن التي سبقتها فمادام لايوجد مادة تتميز بها لحاظ الزمان قبل الخلق فان كل


اللحاظ الزمانية تكون متشابهة وسيكون نسبة الفعل الى كل منها متساوياً، ولما لم يكن هناك


مخصص لصدور فعل الخلق في زمن خاص فانه من المستحيل ان يتحقق !

يمكننا التعبير عن هذا البرهان الفلسفي باسلوب ابسط فنقول لماذا خلق الله العالم في هذه


اللحظة ولم يخلقه في اللحظة السابقة او اللاحقة؟ لماذا اختار هذه اللحظة بالذات؟ هل هناك


مايميز هذه اللحظة عن غيرها؟ لابد ان تكون هذه اللحظة مميزة بحيث ان جهة التميز تصبح


مثاراً لصدور فعل الخلق عندها... ولكن لما كان المفروض هو ان العالم معدوم ولايوجد اي


شيء سوى الله فانه لايوجد مميز لهذه اللحظة عن غيرها.

يعني كان من الممكن ان يكون فعل الخلق قد حدث في هذه اللحظة او التي قبلها او التي بعدها


وهكذا ولما كان الامر على هذا الحال من تساوي نسبة الفعل الى كل لحاظ الزمان فان الثابت


عندنا انه لايجوز الترجح بلا مرجح ففعل الخلق الحادث في هذه اللحظة الغير مخصصة بما


يميزها عن غيرها هو ترجح بلا مرجح والترجح بلا مرجح محال عقلي.

اذن كل حادث زماني لابد ان يكون مسبوق بصورة معينة من المادة بحيث تكون لهذه المادة


القوة (القابلية) على التلبس بالصورة الثانية وهكذا تكون المادة والقوة على التحول الى الشكل


الجديد هي المرجح لصدور الحدث في هذه اللحظة الزمنية، على سبيل المثال بيضة الدجاجة


فيها القوة على التحول الى دجاجة فالدجاجة شيء حادث وهذا الشيء الحادث مسبوق بمادة


هي البيضة التي لها القابلية على التحول الى دجاجة.



من عجائب الامور ان البعض يجيب على هذا الاشكال بطريقة مضحكة فعندما تقول له لماذا


خلق الله العالم في هذه اللحظة دون غيرها؟ فانه يجيبك لانه لو خلقها في غيرها لكنت سالت


نفس السؤال وهكذا !


يعني هو يعترف انه لايوجد مايميز لحاظ الزمان عن بعضه ومع هذا يصر على صدق


صدور الفعل بهذه الطريقة ضارباً بالمفاهيم العقلية عرض الحائط !



نحن في هذا الموضوع لانريد ان نناقش اراء شبابية او اراء مسفسطين بل نريد ان نناقش


اعتراضات فلسفية فقط.

جواب القديس اوغسطين



احد اهم الاعتراضات وجاهة هو ماجاء به القديس اوغسطين عن الاشكال المتقدم فهو رآى


ان لب الاشكال قائم على افتراض ازلية الزمان او ان هناك زمان قبل خلق العالم فحتى


يتخلص من الاشكال قال ان الزمان نفسه حادث له بداية وان بداية الزمان هي نفسها بداية


العالم.



ومما يستحق الاشارة اليه هو ان البعض سمع بنظرية الانفجار العظيم وكيف انها تقول بان


للزمان بداية فرآى في هذا الجواب فتحاً مبيناً ونصراً عظيماً وتأييداً علمياً لكلام اوغسطين !



رد جواب القديس اوغسطين



هذا رد سهل جداً على كلام اوغسطين علماً انه بالامكان الرد عليه بطرق مختلفة.


نقول ان كلام اوغسطين يلزم منه التنافي، لان تحت فرض صحة كلامه (ارجو الانتباه


والتركيز جيداً) فان الزمان نفسه سيكون حادث زماني لانه لم يكن هناك زمان قبل خلق


العالم ثم كان هناك زمان بعد خلق العالم فالزمان سيكون حادث زماني.




طيب قلنا ان الحادث الزماني هو ما كان مسبوقاً بعدم في زمان سابق على وجوده ... فحتى


يكون الزمان حادث لابد ان يكون هناك زمان لم يكن فيه الزمان موجوداً !!!!! اي انه لابد


ان يكون عندنا زمان لا زمان فيه ! وهذا تنافي اذ انه فرض وجود وعدم وجود الزمان !


فكلام القديس اوغسطين محال !



بقي ان نرد على المهرجين من انصاف المتعلمين من قراء نظرية الانفجار العظيم.



يجب ان يعلم القارئ انه من الناحية الفلسفية هناك فرق بين الزمان وبين الزمان المطلق،


فالزمان قابل للتقسيم الى وحدات مثل الدقيقة والساعة واليوم والشهر والسنة وكل من هذه


التقسيمات لها بداية ولها نهاية فاليوم مثلاً له بداية زمنية هي الساعة صفر وله نهاية زمنية


هي الساعة 24 وحينما نقول ان اليوم له بداية فهل هذا يعني انه لم يكن هناك زمن قبل هذا


اليوم؟ او انه لن يكن هناك زمن غداً؟



هذه البداية النهاية هي بداية ونهاية منسوبة للتقسيم المجازي الذي قسمنا الزمان اليه ولكن اذا


نظرنا الى الزمان بلا تقسيمات فاننا سنراه كماً متصلاً يرتبط فيه الماضي بالحاضر


بالمستقبل بلا توقف وانقطاع فكل لحظة زمنية تكون مرتبطة بما قبلها ومرتبطة بما بعدها


مثل السلسلة الفولاذية بلا انقطاع ولا توقف وهذه السلسلة التي لابداية لها ولانهاية هي


مانسميه بالزمان المطلق.



نعود الان الى نظرية الانفجار العظيم فنقول ان البداية الزمانية التي تتكلم عنها النظرية


ليست من نمط الزمان المطلق بل هي بداية للزمان فقط مثلما ان اليوم له بداية والشهر والسنة


... ان لحظة الانفجار العظيم لاتعدو ان تكون اقدم لحظة معروفة لنا في سلسلة تطور الكون


المستمر ومجمل البحث الحالي هو حول وضع النظريات لما حصل قبل الانفجار العظيم


والنظريات الحالية تشير كلها الى ازل الزمان وازل العالم معها وان سبب تأخر هذه


النظريات هو عدم وجود نظرية تثاقل كمي مكتملة ولكن نحن لسنا في الظلام تماماً فهناك


الكثير من النظريات التي تخبرك بما كان موجود قبل الانفجار العظيم ... ولكن هذا موضوع اخر.

السبت، 10 أبريل 2010

الرد على كذبة انشقاق القمر

الإعجاز

إكتشاف ناسا لشقوق القمر


الرد :

بدأت القصة بادعاء عالم لمع نجمه في زمن الانحطاط العربي .... اسمه زغلول النجار .... زغلولنا هذا ادعى أن برنامجا في البي بي سي استضاف ثلاثة علماء من وكالة ناسا للفضاء (لا أحد غير حضرته يعرف أسماءهم) و سأل المذيع هؤلاء العلماء عن المبالغ الباهظة التي تصرف في رحلات الفضاء ان كانت تبذيرا ام لا ... أحد العلماء حسب زغلولنا اجابه أنهم اكتشفوا حزاما من الصخور المتحولة يخترق القمر الى نصفه و يقطعه الى نصفين مما يدل على انقسامه الى جزءين و اعادة لحمه من جديد ... الادعاء قاله ايضا في برنامج بلا حدود بفضائية الجزيرة ... و انتشر الخبر كالنار في الهشيم !!!!!!!!!!!!!!
بعض المشاهدين اتصلوا بوكالة ناسا استفسارا عن صحة هذا الخبر فكذبته الوكالة جملة و تفصيلا ... و استمر مسلسل المهازل فلا أثر لبرنامج البي بي سي المزعوم و كل القصة مجرد استهتار بعقل المشاهدين ...
طبعا زغلولنا الكذاب و بعد أن علم أن الطبخة قد خربت و افتضح أمره فضل أن يلعب بأسلوب جديد فحذف قصة الصخور المتحولة و فضل أن يستخدم شقوق القمرLunar Rilles المعروفة لدى علماء الفلك منذ مئتي عام ... مع اضافة بعض التوابل والبهارات لطبخته فادعى ان التاريخ الصيني و الهندي القديم قد دون حادثة الانشقاق ...

أولا : حقيقة شقوق القمرعلميا


شقوق القمر او Lunar Rilles تم اكتشافها منذ ما يزيد عن مائتي عام و هي ثلاثة انواع:
- sinuous rilles
- arcuate rilles
- straight rilles

النوع الاخير هو ما يعرف بالشقوق المستقيمة لانه تنتمي اليها Ariadaeus Rille وهي اكبر واطول شقوق القمر واكثرها استقامة ... هذا الشق لا ياخذ القمر باكمله ولا هو غائر الى عمق القمر حتى !!! بل هو مجرد شق سطحي يستمر طوله الى ثلاثمائة كيلومتر فقط !!!!!!!!!... وعرض هذا الشق يتراوح بين ثلاثة وخمسة كيلومترات ولا يزيد عمقه في اعمق مناطقه عن ثمانمائة متر ... وتفسير تكون هذه الشقوق هو على حسب انواعها ... فبعضها نتج عن تدفق الحمم البركانية او اللافا Lava على سطح القمر في بداية تكونه مما كون اخاديد ووديان ومرتفعات ونوع اخر نتج عن ما يسمى بانابيب اللافا حيث كانت اللافا تتدفق في انفاق اذابتها اللافا في الصخور القديمة تحت سطح التربة ثم جفت تلك الانابيب مما سبب هبوط وانهيار سطح تربة القمر فوق تلك الانابيب التي اتخذت شكلها الحالي ... اما النوع الثالث فناتج عن فوالق وصدوع في قشرة القمر لا تختلف عن الفوالق والصدوع الزلزالية على الكرة الارضية او هي ناتجة عن الحركة التكتونية او بالاصح الايزو ستاتيكية لقشرة القمر لان القمر ليست له طبقات تكتونية كالارض ...

العجيب أن في الغرب من المخرفين من ادعوا بان تلك الشقوق ما هي الا طرق انشأها سكان الفضاء على القمر لتسهل انتقالهم على سطحه ... !!!!!!!!!
هذا و توجد شقوق مماثلة على سطح المريخ !!! و أشهرها ما يعرف "بخندق ديسكفري" برغم انه لم ترد اي روايات عن انشقاق المريخ !!!!!!!!!!!!!!

ولا زال علماء الفضاء يفكرون في امكانية تبطين هاته الشقوق واعدادها لبناء مختبرات ومباني لاستخدام البشر فوق سطح القمر لانه ثبت ان داخل تلك الشقوق هو آمن مكان للبشر من الاشعة الكونية والوهج الشمسي والاشعة فوق البنفسجية وما يسمى بقصف النيازك صغيرة الحجم micrometeorite bombardment ...

أترككم مع هاته الصور لشقوق القمر و ستلاحظون أنها تنتشر فوق سطح القمر قرب الفوهات الضخمة التي نتجت عن الانفجارات البركانية و سترون انها شقوق متعرجة مختلفة الطول و في الصورة الاخيرة سترون الصورة الوحيدة التي يستغلها المعجزكيون في تضليل أتباعهم المغيبين ..







و هذه هي الصورة اليتيمة التي يستغلها نصابوا العلم لخداع المساكين ... حيث توهم الناظر أنه الشق الوحيد و أنه يتخذ مسارا مستقيميا يفصل القمر الى شطرين



و هذا رابط لمن أراد الاستمتاع برؤية الشقوق

http://images.google.co.ma/images?hl=fr&q=Lunar%20Rilles%20&btnG=Recherche+Google&ie=UTF-8&oe=UTF-8&sa=N&tab=wi

ثانيا :حقيقة انشقاق القمر تاريخيا

اود أن أشير في الأول الى ان مرور نيزك بمحاذاة سطح القمر تاركا وراءه ذيلا من الدخان قد يعطي انطباعا للملاحظ الأرضي بانشقاق القمر ...
لكن مع ذلك نطالب كل من يدعي تأريخ الحضارة الهندية و الصينية للحدث ان ياتي بالدليل والمراجع التي تؤكد كلامه؛ حتى تُخرس أي فم يريد أن يتكلم عن هذا الموضوع ... أين شهادة التاريخ الهندي وأين شهادة التاريخ الصيني ... والكارثة أن هناك من يؤكد بأنهم أرخوا به ... فهل يا ترى تأريخ الهنود والصينيين يرجع إلى تاريخ هجرة محمد ...!!!!!!!!!!!! أن يتم الكذب على عقول لا تريد أن تتعب ولا أن تقرأ فذلك سهل ... اما نحن فنطالبكم بالمراجع الموثقة التي تؤكد تأريخ الهنود والصينيين لحادثة إنشقاق القمر
!!!



المناطق التي سيكون القمر مرئيا منها إن نزل من مداره ليحاذي الأرض فوق العربية
الدائرة الحمراء الصغيرة إسقاط للقمر حسب نسبة قطره للأرض, والدائرة الحمراء الخارجية تظهر منطقة الرؤية

تظهر الصورة أعلاه المنطقة التي سيكون فيها انشقاق القمر ظاهرا للعيان إن حدث كما وصف في آية "وانشق القمر". وتفيد شروح هذه الآية أن القمر انشق فلقتين يفصلهما جبل حراء، مما يدل على أن القمر نزل من مداره وحاذا الأرض أو قرب منها جدا من مداره:

حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بَزِيع , قَالَ : ثنا بِشْر بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : ثنا سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة , عَنْ قَتَادَة , عَنْ أَنَس بْن مَالِك أَنَّ أَهْل مَكَّة سَأَلُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَة , فَأَرَاهُمُ الْقَمَر شِقَتَيْنِ حَتَّى رَأَوْا حِرَاء بَيْنهمَا . (منقول من تفسير الطبري)

ومن الواضح أن جميع مراكز الحضارة المعروفة في ذلك الزمن، ما عدا منطقة الصين الشرقية واليابان، تقع في مجال "المعجزة المزعومة". ومع ذلك لا يوجد سجل تاريخي واحد من هذه الحضارات يشير إلى هذه الظاهرة العظيمة والتي بلا شك كانت ستدخل في ذكرى العلماء والعامة على حد سواء.

اقتراب القمر من الأرض بهذا الشكل الكبير كان سينتج أثارا طبيعية كارثية وهائلة بسبب الزيادة الكبيرة في قوة الجاذبية بين الجسمين والتي لا يمكن زوال أثرها لقرون عديدة ولكن أيضا لا يوجد أي دليل على ذلك. طبعا سيلجأ عبدة الأوثان المحمدية للقول أن القدرة الإلهية تدخلت لتمنع مثل هذه النتائج خالطين بذلك الإكتشافات العلمية من مواقع ناسا مع أمورهم الغيبية.

أما إن كان انشقاق القمر في مداره فسيكون بالطبع مرئيا من كل نصف الكرة الأرضية المواجه له وأيضا لا يوجد أي سجل يذكر ذلك و بذلك يكون نصف الكرة الأرضية الأخرى غير قادرين على رؤية المعجزة فهل أهملهم الله ؟!! أم أنهم ليسوا أهلا للدعوة ؟!! ألا يجب أن يكون البشر في رؤية المعجزات سواء حتى تقوم الحجة على الجميع ؟!!!.

تتجلى هنا معجزة انشطار القمر في ظل الفكر الإعجازي الإسلامي كواحدة من "الكذب الكبرى" إن لم تكن أكبرها على الأطلاق في كل التاريخ والتي يستعملها "علماء" المسلمون للعب بعقول جمهور العامة من المسلمين.

والمحزن في كل هذا الموضوع أننا نجد الضرورة للرد على هذا التفاهات المخزية وقد دخلنا في القرن الواحد والعشرين.
!!!




بدأت بهذه الخديعة رغم ان الكثير من الزملاء يعرف ذلك لكن لابأس أن يعرف بعض الزملاء وخصوصا المسلمين بحقيقة هؤلاء الدجالين و مدى احتيالهم على العلم

الجمعة، 9 أبريل 2010

منشورات ابو النور السرية .. الجزء الثاني



السادة رواد هذا المنتدى الأفاضل ؛
تحية طيبة و بعد

اليكم نص المنشور السري الثالث , و هو يقول :

............ مشكلة { الجهل } , أنه في الواقع نوع من { العلم } , يستند دائما الى نوع من { العقل } , و يقوم أيضا على نوع من { المنطق } . أنه ليس ظاهرة بريئة , تنجم عن نقص في حجم المعلومات , بل ظاهرة مسؤولة , تنطلق من معرفة يقينية , و تتميز بالقدرة على تسخير جميع أنواع الأسلحة , لفرض حلولها بنجاح في معركة لها هدف صاعق واحد , هو أن ينتصر الباطل على الحق بأي وسيلة , و بأي ثمن . لهذا السبب يلزم التمييز الواضح , بين معنى الجهل و معنى الأميّة ,

فالرجل الجاهل ليس رجلا محايدا , تنقصه المعلومات المطلوبة , بسبب عجزه عن القراءة . بل هو في الأساس رجل (( متعلم )) , واسع الأطلاع , منحاز الى (( الحق )) واثق من أقواله , صفته الظاهرة , أنه يملك أجابة نهائية عن كل سؤال , لأن معلوماته مستمدة - في رأيه - من مصدر علوي غير قابل للخطأ .

العلامة الأولى في منهج هذا الرجل , أنه بشرله لسان أله , فهو لا يقول شيئا من عنده , و لا يتكلم بلغة الناس , بل يردد - فقط - ما سمعه من الرب (( العليم )) شخصيا , و في العادة , يكون الرب مجرد بوق أجوف لصوت الرجل الجاهل نفسه , لكنه أحيانا , يكون معلما ذائع الصيت , له لقب يبعث على الرهبة مثل الأستاذ الدكتور , أو حضرة الأمام , أو آية الله بشحمها و لحمها .

في مواجهة رجل رباني من هذا النوع , يفقد المنطق هدفه و معناه , و يدخل الحوار في باب الجريمة , و تمتلك الأفكار سلطة بوليسية , حتى تصبح كل فكرة على حدة , مجرّد شرطي في بذاة الشغل , يجوب الشوارع حاملا عصاه , لحفظ الأمن و العلم معا .

أن ثقافتنا العربية , تعايش هذه الظاهرة الصعبة , من دون أمل في رحمة الله .

سبب المحنة و محتواها , أن كلمة { العلم } في قاموس العرب , لا تؤدي معناها المألوف في بقية القواميس , بل تشمل أيضا { علم التفسير } الذي تكفَل بشرح نصوص القرآن منذ زمن مبكرجدا , و منح نفسه حق احتكار الكلمة الأولى و الأخيرة في موضوعات معقّدة , لا تتجاوز معلومات الفقهاء فحسب , بل تتجاوز وسائل البحث المتاحة لمناهج الفقه بأسره . و خلال قرون طويلة من ممارسة هذا (( العلم )) المفتقر الى منهجية العلم , كان على الثقافة العربية أن تعايش تجربة الجذب المستمر بين مصدرين متناقضين للمعلومات المتناقضة :

الأول : مصدر العلم التجريبي الذي بدأ مسيرته في بلدان غرب أوربا منذ عصر داروين على الأقل , و نجح في استبدال منهج الكنيسة القائم على تفسير الكتاب المقدس , بمنهج تجريبي جديد , لا يعتبر التفسير علما , و لا يقبل نتائج البحث , الاّ اذا ثبتت في ضوء التجربة .

الثاني : مصدر التفسير الحرفي لنصوص القرآن , الذي أنتحل لنفسه صفة العلم الألهي في ثقافة العرب , و بقي بمعزل عن النقد , بفضل قدرته المتزايدة على تسخير سلطة الدولة لقمع النقاد بالقتل والتشريد , , منذ عصر الحلاج حتى الآن .

......... للمنشور بقية .

مع تحيات أخيكم في البؤس و الجهل و التخلف
آدم الطاهر أبو النور


السادة رواد هذا المنتدى ؛ تحية طيبة .. , و بعد

اليكم بقية نص المنشور الثالث , و هو يقول :

بين هذين المصدرين المتناقضين لحقائق العلم الأساسية , يواجه العقل العربي المعاصر محنة الحياة بوجهين في رأس مدهوش واحد . و هي محنة تتجلى علنا في مدارس العرب بالذات التي تحولت الى ساحات مفتوحة لشد الحبل , بين ثقافتين رسميتين , كلتاهما تعيش على حساب الأخرى , أن المبارزة تجري يوميا في كل كتاب مدرسي على حدة .

فمثلا : في درس التفسير , يتعلم الطالب العربي أن الله قد خلق السموات و الأرض في ستة أيام , و أن هذه الصياغة القرآنية نظرية علمية تعني ما تقوله حرفيا . و هو تفسير يفترض , مخطئا, أن القرآن كتاب في علم الفلك , مهمته أن يكشف للتلاميذ أسرار الكون , لكن الشيخ المفسر لا يلاحظ هذا التكلف الظاهر في فهمه للقرآن .

في درس الفلك , يكتشف الطالب فجأة أن الله لم يخلق أرضا ولا سماء , بل فضاء تسبح فيه الكواكب و النجوم , و أن ما يدعى باسم الأرض , كوكب يبدو معلقا في السماء , من أي نقطة خارج الأرض . و هي صورة لا تخرج عن أطار علم التفسير فحسب , بل تخلع عنه عمامةالعلم و جبته معا .

و مثلا في درس التفسير , يقال للطالب العربي أن مبدأ النشؤ و الأرتقاء ليس حقيقة علمية , و أن الله قد صنع آدم و حواء مثل تمثالين من الطين , و نفخ فيهما الروح , ثم وضعهما في الجنة , لكي ينعما بالحياة الخالدة الى الأبد . و هي قصة يرويها القرآن من باب الوعظ , لكن الشيخ المفسر يرويها من باب المعرفة بتفاصيل التاريخ , آملا أن يقوده منهج التفسير الحرفي الى كنز العلم الألهي .

في درس الأحياء , يكتشف الطالب مدهوشا مدى جهل المفسرين بمبدأ النشوء و الأرتقاء , و يعرف من الحفريات أن الله لا يصنع التماثيل , و أن الأنسان ليس مخلوقا منفصلا عن بقية الحيوانات , و لا ينتمي الى أب واحد أو أم واحدة , بل ينتمي الى فصائل متنوعة من القرود التي هجرت موطنها الأصلي في الغابة , و أحترفت الصيد في مناطق السافانا منذ مئة مليون سنة على الأقل . و هي حقائق لا تشكك في قدرة الله , بل تشكك في قدرة الفقه على تفسير كتاب الله .

و مثلا : في درس التفسير , يقرأ الطالب قصة الطوفان , و يعرف من (( علماء )) الدين أن التبي نوحا قد صنع مركبا , جمع فيه زوجين من كل المخلوقات , لكي ينقذ الحياة من الفناء .

و في درس العلوم , يعرف الطالب أن أجناس المخلوقات تزيد في الواقع على خمسين مليون جنس , و أن الأرض لم تغرق في أي طوفان خلال الألف مليون سنة الأخيرة على الأقل , و أن الأنسان لم يتعلم صناعة المراكب , ألا في عصر سومر منذ سبعة آلاف سنة قصيرة .

و مثلا : في درس التفسير , يقال للطالب أن النبي موسى أحال عصاه الى ثعبان في حضرة فرعون , و أنه أرسل على مصر وباء البعوض و القمل و الضفادع , و فلق البحرالأحمر بضربة من عصاه .

و في أوراق البردى , يقرأ الطالب أن فرعون شخصيا , لم يقابل رجلا أسمه موسى , و لم ير عصاه تنقلب ثعبانا , و لم يسجل قصة فلق البحر الأحمر , رغم ولعه بتسجيل القصص .

و مثلا : في درس التفسير , يعرف الطالب أن الملك سليمان , كان يكلم النمل و الطيور , و يسخر ملوك الجن في بناء الهيكل .

و في درس التاريخ , يتعلم الطالب أن الهيكل اليهودي لم يشيده ملوك الجن , بل بناه العمال اللبنانيون الذين استقدمهم سليمان من مدينة جبيل .

في زحام هذه المعلومات المتناقضة , يعايش الطالب العربي , في كل مدرسة عربية على حدة , تجربة مستحيلة , للتوفيق بين منهجين للمعرفة , كلاهما يدعوه الى الشكِ في أقوال الآخر :

الأول منهج أنساني , يلتزم بوسائل العقل , و يستند الى قوانين صارمة , لا تنكر مبدأ المعجزة فحسب , بل تطرحه خارج أطار العلم من أساسه .

الثاني منهج سحري , ينكر حاجة العلم الى العقل , و يقيم نتائجه على قاعدة مؤدّاها أن الرب الخارق لا بد من أن يخرق كل القوانين , و أن وقوع المعجزة هو { الدليل العلمي } على صدق علم التفسير .

بين هذين المنهجين المتناقضين , لا يملك الطالب العربي خيارا آخر سوى أن يدخل طائعا في قلب الدّوامة , و يجرب أن يعيش بشخصيتين في عقل مدهوش واحد . فهو - من ناحية - لا بد من أن يقبل معارف عصره , مثل بقية الطلاب , في بقية المدارس . لكنه - من ناحية أخرى - لا بد من أن يتلقى في درس التفسير معلومات المفسرين العجيبة التي لا يتلقاها الطلاب , و لا تعترف بها المدارس , و لا تقرها مناهج التعليم في أي مكان من العالم , سوى الوطن العربي و حده, فقط , لا غير .

فالمدرسة الحديثة في الشرق و الغرب , لا تعتبر تفسير الكتب المقدسة مادة علمية , و لا تضم دروسا للتفسير أصلا , و لا تسمح بتقديم مادة الدين في المدارس العامة , تحت أسم { العلم } , بل أن دولة مثل الولايات المتحدة , لا تجيز قراءة الأنجيل في مدارس الحكومة , حتى بعد أنتهاء اليوم المدرسي , و هو موقف لا تتخذه شعوب العالم لأنها ملحدة , أو أقل أيمانا من العرب , بل لأن كلمة { العلم } تعني في لغاتها غير ما تعنيه في لغتنا العربية .

فمنذ عصر الثورة البروتستانتية في القرن السادس عشر , كان الأ وربيون قد أكتشفوا أن العلم لا يستطيع أن يكون مقدسا من دون أن يخسر صفة العلم . و كانوا قد نجحوا في فصل المدارس العامة عن الكنيسة , و أعادوا صياغة المنهج التعليمي , طبقا لمبدأ مؤداه , أن معلومات الأنسان , مثل الأنسان نفسه , معلومات ناقصة , و غير نهائية , و غير منزهة عن النقد و المراجعة و التصحيح . و هو مبدأ لا يقره (( علم التفسير )) في ثقافتنا العربية , الذي يسمي نفسه علما ربانيا , لا يتعالى على النقد فحسب , بل يعتبره طعنا شيطانيا في علم الله . بسبب هذا التحريف الرسمي لمعنى كلمة { علم } , ينفرد العرب من بين جميع أمم الأرض بثقافة معصومة عن الخطأ , تسمي رجل الدين (( عالما )) , و تعتبر الرأي الفقهي نظرية علمية , و تورط نفسها في منهج جدلي مستحيل , صفته المستحيلة أنه قائم على تحريم الجدل بالذات . و عندما يبدأ درس التفسير في أي مدرسة عربية , و يجلس الطلبة واجمين في حضرة الشيخ المفسر , تخرج قاعة الفصل بأسرها من هذه الكرة الأرضية , و تغيب في عالم غائب , لا يحكمه منطق أو قانون و لا يعترف بعقل أو دليل , و لا يكشف أسراره لأحد , سوى الشيخ السري شخصيا . أن عالم الله المنطقي يفقد فجأة كل حاجة الى صوت المنطق .

فعلم التفسير لا يصدق أن القرآن { بيان للناس } , بل يعتقد أنه كتاب بالشيفرة , يضم جميع أسرار العلم في التاريخ و الفلك و الجغرافيا و الأحياء , و أن كل ما يحتاجه الشيخ المفسر , لكي يفتح هذا الكنز المجاني , من المعلومات , هو أن يجلس في بيته الدافيء , و يفسر نصوص القرآن . و هي فكرة لا تستند الى القرآن نفسه , و لم يقل بها الله , و لا تعكس منهج العلم القائم على البحث و التجربة , بل تعكس منهج رجل كسول , يريد أن يحصل على أسرار الغيب بالمصادفة السعيدة وحدها التي جعلت لغته العربية , هي - بالذات- لغة العلم الرباني في القرآن . و في عقل شعوبي من هذا الطراز , تختلط نتائج الحسابات , و يغيب صوت المنطق وراء صخب الخرافة , و يتحول الحوار من وسيلة لنقاش الأفكار الى وسيلة لتمريرها من دون نقاش .

إن الأنسان المقلوب على رأسه , يخسر رأسه و رجليه معا .

فالقرأن ليس كتابا لمحو الأمية , و ليست مهمته أن يكشف أسرار العلم للمفسرين. إنه لا يروي قصص التوراه و الأنجيل , لأنه يعتبرها ((حقائق علمية )) , بل لأنه يريد أن يحتويها في صيغة منقحة , قادرة على تحقيق التآخي بينها في مجتمع إنساني موحد . و هي مهمة أوّلها القرآن على خير وجه , و قدم لأجيال البشرية منذ القرن السابع , أول كتاب مقدس , يحتضن جميع الكتب المقدسة , و يتعايش مع جميع الشرائع و الأجناس , في أول مجتمع ديموقراطي قائم على مبدأ الأقتراع الحر , و حق الأغلبية في إتخاذ القرار . و مادامت القبلية العربية قد نجحت في تقويض هذا المجتمع , و إنهاء شريعته الجماعية منذ عصر الأمويين , فان علم التفسير لا يستطيع أن يخدم غرضا آخر سوى أن يكون علما مسخرا لتزوير القرآن بالذات .

و الواقع , أن فرض مادة التفسير على مناهج التعليم في المدارس العامة , فكرة لا تثبت شيئا سوى أن غياب الشرع الجماعي قد سلب المواطنين العرب جميع حقوقهم الشرعية , بما في ذلك حقهم في حماية أولادهم من عمليات غسيل المخ التي تجري في المدارس العامة باسم التعليم .

فالمدرسة التي تبنيها الحكومة بنقود دافعي الضرائب , ليست مؤسسة حكومية , و لا يجوز أن تتحول الى أداة تسخرها الدولة لشراء مرضاة رجال الدين , بفرض تفسيراتهم على مناهج الدراسة , تحت شعار العلم بالذات . لأن هذه الحيلة السياسية السهلة , لا تستطيع أن تخدم العلم أو الدين أو السياسة , و ليس من شأنها أن تحقق غرضا عمليا آخر سوى أن تنقل خلافات المذاهب الطائفية الى المدارس , و تخرب الخلية الأولى لثقافة عربية موحدة , و تنشر عدوى الجهل المتراكم في كتب التفسير , مثل وباء وراثي , من جيل الى جيل . وهي كارثة قد لا يكتشف حكام الوطن العربي أبعادها , حتى يأتيهم بها الله غاضبا إلى باب الدار .

إن اللعب بالنار , لا يجعل النار لعبة .

و الخطأ الذي إرتكبته الحكزمات العربية منذ عصر محمد علي باشا , أنها تعمّدت أن تسخر القرآن لخدمة أغراضها الأعلامية , في لعبة خطرة - و شائنة - ما لبثت أن أعطت المفسرين صوتا لا يملكونه , في شؤون الأدارة و الحكم , و منحتهم حق التدخل في صياغة القوانين و مناهج التعليم معا , و بسطت ظلهم على أجيال العرب , في تيار أصولي عارمة , تواجهه الحكومات العربية الحالية بندم الفأر الذي استأجر لنفسه مصيدة . فالباشا العربي لم يحقق مكسبا من وراء حلفه مع رجال الدين , سوى أنه أصبح سيافا في خدمتهم , يقطع لهم أيدي المواطنين و رقابهم , و ينهب لهم من بنود الميزانية العامة , ما يكفي لتأمين رواتبهم في عشرات الوظائف المبتكرة , من تلاوة القرآن في برامج الأذاعة و التلفزيون , إلى إصدار الصخف و المجلات , و تأسيس جمعيات الدعوة الأسلامية . و هي نفقات لا يقرها دستور واحد في العالم , سوى دستور الباشوات الورعين في الوطن العربي .

إن القرآن ليس وسيلة لكسب العيش , و لا يطوع نفسه لخدمة الأقطاع , و لا يدّخر وسعا في تحذير المفسرين من تسخيره لهذا الغرض بالذات , في آيات صريحة , منها :

في سورة البقرة 174 { و يشترون به ثمنا قليلا , أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار }

و في سور البقرة 79 { ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا , فويل لهم مما كتبت أيديهم , و ويل لهم مما يكسبون }

و في سورة آل عمران 78 { و إن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب , لتحسبوه من الكتاب , و ما هو من الكتاب . و يقولون هو من عند الله . و ما هو من عند الله . و يقولون على الله الكذب , و هم يعلمون }

و في سورة آل عمران 187 { فنبذوه وراء ظهورهم , و اشتروا به ثمنا قليلا , فبئس ما يشترون }

هذه الآيات الصريحة , يعتبرها علماء التفسير , موجهة الى كتبة التوراه و الأنجيل وحدهم , مصرين على أنها لا تعنيهم من بعيد أو قريب . لكن هذا الحل التلفيقي اليائس لا يثبت شيئا , سوى حاجة المفسرين الى الحلول الملفقة .

إن حصيلة الجهل النهائية هي أن يصبح جهلا حاصلا من دون نهاية .

فالقرآن ليس كتابا بالشيفرة , و لا يحتاج الى علم يفسره . إنه دعوة الى الشرع الجماعي , مهمته أن يبيد نظم الأقطاع , و يضع نهاية لسيطرة الخرافة على عقول العرب بالذات . و ما دامت ثقافتنا العربية تتعمد أن تتجاهل هذه الحقيقة , فلا مفر من أن تصاب بالعقم , و تنقسم تلقائيا بين رجلين عقيمين , كلاهما (( مثقف)) من دون ثقافة , و كلاهما أكذوبة من دون مستقبل

إنتهى المنشور ؛

مع المودة و الأحترام